قديسُ الهوى

لم يبق منك سوي وجعي وآلامي
وذكريات هي الأقسي بأيامي

لم يبق غير حروف كنت أرسمها
وصفا لعينيك .. يا سحقاً لأقلامي

وصورة كنت قد أبقيتها ذكري
الآن تأكلها النيران قدامي

لم يبق إلا خيال في مخيلتي
فكيف أمحو إذا ما شئت أوهامي

يا أنت .. يا أنت يا إثما يلازمني
وقد تطهرت من لغوي وآثامي

كيف السبيل إلي النسيان سيدتي
إن كنت ألقاك في صحوي وأحلامي

عيناك في داخلي شمسان من وجع
ووجهك الصعب مرسوم بأيامي

حاولت .. حاولت أن أنساك لكني
كلت علي طرق النسيان أقدامي

فكيف أمحوك من جدران ذاكرتي
وأنت سر مسراتي وآلامي

إذا حضرت ففي عيني سنبلة
وإن رحلت ففيها حقل ألغام

يا أيها الشوق من ينفيك من وطني
ومن يخلصني من جرحي الدامي

أنا الذي كنت قديس الهوي ولكم
زرعت في أعين العشاق أعلامي

وكم فتحت بأشعاري قلوبا قد
ظلت مغلقة قبلي لأعوام

رافقت ألف فتاة في الهوي ولكم
بدلتهن وكم بدلت أرقامي

ولم تكن هي إلا محض واحدة
من اللواتي أذلتهن أحكامي

الآن اجلس مذبوحا يطالبها
شوقي لها بمحاكمتي وإعدامي

فأين أين عشيقاتي ومملكتي
وأين ملك يميني أين خدامي

تركت كل حبيباتي وجئتك يا
من تحيي في القلب آمالي وآلامي

**************************

ليست هناك تعليقات:

 
جميع الحقوق محفوظة - غازى المصرى - 01002537204 © 2009 " كتابُ الحُزن "