ماذا يقول الشعر عن موت العرب ؟؟

هذى نهايتنا هنا
مثل الحروف ..
نموت فوقك يا ورق ..
من يوم نادينا الصباح ..
ونوره الفضى فى الأفق اختنق ..

هذى بداية عصرنا الذهبى
نرسمها على الأرض العظيمة
للمحيط وللخليج ..
وكلاهما دون الحقيقة قد غرق ..


هذى مدينتنا الجميلة ..
أصبحت فوق الخريطة محض مقبرة ..
يعيش بها الذئاب ..
هذى مدينتنا ..
وفى أركانها رقد الخراب ..
قد كان لى بيت هنا ..
قد كان لى أصل هنا ..
لم يبق لى إلا سراب ..
هذى حقيقتنا بلا كذب ..
نعوى كالكلاب ..

يا قدس ..
لا تتنفسى ..
فالموت يقبع فوق أنفاس الجميع ..
بيروت لا تتألمى ..
وتكتمى الوجع الثقيل
ولتحبسى الأنات مابين الضلوع ..
بغداد ..
أبحث عن بقايا من أساطير العرب ..
إنى لأسأل أين راحوا ؟؟
قال لى التاريخ :
ان الموت يحصد فى الجميع ..
وقالت الارض الفقيرة ..
إنهم أسروا
بجيش أبى لهب ..
لا زلت أبحث
يا ترى أين العرب ؟؟
لم يبق إلا كوب نفط ..
وبراميل دماء ..
فياترى أين العرب ؟؟
خيل على الصحراء ملقاة ..
هنا كل السيوف مكسرة ..
لم يبق صوتُ يعربىُ واحدُ ..
لم يعد بين القبائل عنترة ..
لم يبق إلا كأس خمر ..
وابتسامة عاهرة ..
أين العرب .. ؟؟
أين العرب .. ؟؟
أين الدواوين العتيقة ..
من سيفخر بعد ذلك ذات يوم بالنسب ..
هذا الطريق إلى السلام ..
طريقنا للإنحناء ..
طريقنا نحو القصائد والخطب ..
لم يعرف التاريخ منذ الصلح أبطالا ..
ولم يعرف عرب ..
لم نعرف النصر ..
ولا حتى الغضب ..
أعصابنا ثلج ..
ودمنا محض ماء ..
هل هؤلاء هم العرب ؟
ماذا يقول الشعر عن موت العرب ؟؟
ماذا يقول الشعر عن موت العرب ؟؟

هذا زمان الشعب ..
والشعب استقال ..
هذا زمان النوم مابين الرمال ..
هذا .. هو العصر الجرىء
عصر الجيوش بلا سلاح ..
الآن ينزع من أيادينا السلاح ..
فسلمونا أرضكم ..
وتراجعوا عما يدور
وما هفا برؤوسكم ..
يا أيها الوطن الذى ربح المعارك واستراح ..
نمضى عقود البيع فى هذا الصباح ..
سنبيع منك مآذن القدس الشريف
ولن نغادر مئذنة ..
ونبيع بيروت الحزينة
فى احتفال النصر فى رأس السنة ..
ونبيع بغداد التى سئمت من الدم والنواح ..
يا أيها الوطن الحزين ..
اليوم نعقد صفقة المتهادنين ..
اليوم نحيا فى سلام
بعدما نمضى اتفاقياتنا ..
فاليوم يوم الفاتحين ..


ليست هناك تعليقات:

 
جميع الحقوق محفوظة - غازى المصرى - 01002537204 © 2009 " كتابُ الحُزن "